السبت، 19 فبراير 2011

                  الازيــــــــــــــــاء التقليديـــــــــــة

السعودية ترتدي "النشل" والمغربية تفضل "القفطان" والمصرية تعشق " الجلابية"

تعتبر الملابس من المكونات الثقافية لأي جماعة أو فئة أو شعب من الشعوب، وتكتسب الملابس الوطنية في أي مكان في العالم، هذه الصفة لارتباطها بوطن معين وتصبح جزءاً مهماً وسمة أساسية, بل وعنواناً مميزا لهذا الشعب أو ذلك، ومن الطبيعي أن يعتز كل فرد بملابسه الوطنية، ففيها ارتباط وعمق تاريخي وتراثي، بالأصالة، والحضارة والعادات، والتقاليد، فهذا الزي أو ذاك جزء لا يتجزأ من الشخصية، مهما طرأ عليه من تغيير، وتطوير وتقاليع، ومسايرة لآخر خطوط الموضة والأزياء أو حتى بتغير المواد والخامات المستعملة فيه، فهناك دائما ثوابت لا تتغير بتغير الزمان أو المكان.
يقول مصمم
                          
                           بعض الصور


الأزياء عبد الله شويل "الأزياء تحمل دلالات عدة، وتكوّن علاقة متينة بمفهوم الإنسانية، وتتأثر بثقافات الشعوب وتطورها، وهي وسيلة تواصل لا تقل أهمية عن الرسائل التي تخرج من الكلمات والإشارات"، وأضاف أن ثقافة الملبس تشكل اهتماماً أساسياً في المجتمع الشرقي، مشيرا إلى وجود العديد من المزايا المشتركة بين الأزياء التقليدية في الخليج ومنها العباءة التي يرتديها الرجل العربي ويطلق عليها اسم " البشت"، أما العباءة التي ترتديها المرأة فتسمى عباءة وترتدي معها شيلة، وهما من الحرير الأسود، وتتميز أزياء النساء الخليجيات عموماً بالألوان الزاهية المتعددة إلا أن الملابس البدوية تتميز باللون الأسود والبساطة الشديدة التي تناسب الصحراء، ويتكون اللباس عادة من الثوب والشيلة والسروال والبرقع والعباءة، ويمكن تقسيم الملابس الخليجية النسائية إلى عـدة أنـواع، منها الأرديـة وهي الأثواب التي تستعمل في المناسبات المختلفة وهي عدة أنواع منها ثـوب النشل وهو ثوب واسع يلبس في المناسبات كحفلات العرس والأعياد، وتلبسه النساء والفتيات والبنات الصغيرات.
وتابع "من الثياب
التقليدية الأخرى ثوب "ميرح" وهو تخريج الثوب بلون آخر من أقمشة أخرى تخيط مع بعضها، وهو ثوب المرأة البدوية التقليدي، ويتكون من قماش حريري أو قطني وبألوان زاهية يغلب عليها البرتقالي والأخضر والأسود تنزل بشكل مستطيلات طولية وعرضية، وثـوب النقدة وسمي بهذا الاسم نسبة إلى تطريزه بقطع الفضة أو خيوط الفضة، وهو يصمم من قماش تل ناعم وينقش بإبرة خاصة بشكل نقط مكونة وحدات زخرفية حول الرقبة والحواشي والأكمام وهو ثوب تلبسه النساء المسنات عادة في المناسبات، وثوب الثـريا وهو الثوب المطرز بشكل مثلث عند الصدر قاعدته إلى الأسفل تشبيها بنجم الثريا في السماء، وكذلك ثوب "الملسلس" أي المونس بالخطوط بألوان مختلفة براقة ذهبية وفضية، ويوجد أيضاً ثوب "الكورار" وهو ثوب للاستعمال اليومي المعتاد، وتلبسه النساء ويعمل من كافة الأقمشة وخاصة القطنية، و"الدراعة" وهو ثوب واسع الانتشار بين نساء الخليج ويلبس بمفرده أو مع الثياب، كما أنه يعمل من مختلف أنواع الأقمشة كالحرير والقطن والصوف والكتان والأقمشة الصناعية الملونة منها والسادة، ويطرز البعض منها بكثرة، كما قد يكتفى بتطريز حافتها وحول الرقبة، ومن الملابس المشتركة البرقـع والسروال الذي يعتبر أهم قطع الملابس التقليدية إطلاقاً حيث تفنن أهل الخليج في نقشه وزخرفته.
وعن أغطية الرأس قال شويل "الحجاب التقليدي في الخليج يتكون من قماش ناعم كغطاء يلف به الرأس يضاف له غطاء للوجه، إما بشكل برقع خفيف أو بشكل قناع من قماش سميك، وتلبس فوقـه العباءة، والعباءة النسائية
التقليدية في الخليج تسمى "الدفـة"، وهي تشبه العباءة الرجالية من حيث التفصيل، والدفة ترتديها المرأة خارج المنزل حيث تضعها على رأسها للتستر، وتصنع عادة من قماش حرير أسود ناعم للسيدات الشابات أو من صوف خفيف أسود أو بني للسيدات المسنات، وتطرز حافتها بخيوط من الذهب.
ومن أغطية الرأس أيضاً الشلات والملافع، وهناك البرقع البدوي والبخنق وهو لباس الرأس الخاص بالفتيات الصغيرات في السن، ويتكون من قماش أسود حرير شفاف من الشيفون أو الجورجيت أو التول، ويطرز البخنق عادة بخيوط الذهب والفضة.
وعن الثوب الفلسطيني الذي يعد أحد الملابس الوطنية
التقليدية ذكرت مديرة مركز التدريب والخياطة بخميس مشيط نهلة سعيد "الثوب الفلسطيني بصمة تراثية تتباهي به المرأة الفلسطينية، فهي التي ابتكرته بيديها ليصبح زيا من الأزياء التراثية، وأهم ما يميز الثوب الفلسطيني التطريز الذي يعد عنصرا أساسيا من عناصره، ويعكس الموهبة والذوق العام، وخاصة إذا كان هذا الثوب مخصصا للزفاف، إذ يكون التطريز كثيفا فيه فنجده في الأمام والخلف وعلى الأكمام، وتتبارى العروس وأهلها في جعله لوحة فنية، وقالت إن معظم المدن الفلسطينية تشترك في أشكال الغرز، إلا أنها تختلف في اختيار أماكن تطريز الثوب أو طبيعة الرسومات عليه.
وعن أكثر الألوان المستخدمة في تطريز الثوب الفلسطيني قالت نهلة "يكثر الأحمر والقرمزي على خلفية سوداء، وأحيانا يتم استخدام ألوان مزركشة كالأصفر والفوشيا التي تدل على الفرح"، أما عن الإكسسوارات فيأتي مع فستان العروس شال طويل تضعه على شعرها، وهناك الإكسسوارات مثل الفضة التي توضع على الرأس لتزيين العروس، مشيرة إلى أن هناك مسميات شعبية لهذه الثياب يحدد من خلال اسم الثوب اسم المكان الذي يتم ارتداؤه به.
وفي مصر تعتبر الجلابية المصرية الثوب الشعبي الأساسي للمرأة المصرية، وقد راجت مؤخرا، وأصبح العديد من الفتيات والسيدات العربيات يفضلنها خاصة بعد أن تطورت على أيدي المصممين ومصانع الملابس الجاهزة، وظهرت بتصميمات جديدة مبتكرة حتى أصبحت تشبه العباءة، يقول أحد تجار الجلابية المصرية عثمان توفيق إن شهرة الجلابية المصرية تستقطب العرب والأجانب، خاصة الباحثين عن العباءة ''الدراعة'' المميزة ذات الرسوم والتطريز اللافتين للأنظار.
ويضيف " استقطبت الجلابية المصرية السعوديات والخليجيات والأوروبيات، واكتسبت شهرتها من ظهورها في المسلسلات المصرية والأفلام التي تعرضها الفضائيات، وهناك قرية في مصر تشتهر بصناعة هذه الجلابيات بحرفية عالية وتسمى كرداسة، وهي نموذج للقرى العربية المنتجة، بعد أن نجح أهلها في أن ينسجوا لأنفسهم خصوصية بأدوات بسيطة من البيئة المحلية، لتصبح قريتهم موقعا على خريطة السياحة المصرية".
وتابع قائلا "تحولت القرية القريبة من منطقة الأهرامات وتمثال أبو الهول إلى مزار سياحي تتوافد عليه الأفواج السياحية ضمن برامجها، ليشاهدوا صناعة النسيج بكل أشكاله من صناعة السجاد اليدوي والجلباب البلدي والعباءة والأزياء الخاصة بالسيدات، وقد اشتهرت هذه القرية منذ السبعينات بصناعة العباءة والأزياء النسائية اليدوية، وكانت بدايتها بسيطة إلى أن تطورت حتى دخل الكمبيوتر في صناعتها".
وأشار عثمان إلى أن السياح العرب القادمين من الخليج أكثر الجنسيات تعلقا بالبحث عن المنسوجات اليدوية التي تشتهر بها القرية مثل الجلابية والعباءة ''الدراعة'' ذات النقوش والرسومات والتطريز المميز، فيما يفضل السياح الأجانب الجلباب الذي يحتوي على رسومات فرعونية.
ويقول تاجر الملبوسات محمد توفيق "المنسوجات اليدوية ذات الجودة العالية هي أكثر ما يتم السؤال عنه من السيدات الراغبات في ارتداء الجلابية، وقد اكتسبت الجلابية البلدي في الأعوام الماضية شهرة كبيرة بعد ارتداء الممثلات والمطربات لها، مشيرا إلى أن كثيراً من السيدات يطلبن الجلابية التي ترتديها مطربة أو ممثلة.
وعن أشكال الجلابية قال توفيق " هناك الجلابية المقلمة والمشغولة بالترتر، أو المشغولة بالتطريز البلدي والمطرزة على قماش الكتان، إضافة إلى الجلابية الفلاحي وهي مشهورة في الصعيد عند بعض القبائل، وهناك جلابية الهشير المنقطة والمطرزة بالشكل الحديث مع الحزام والمنديل المشغول بالترتر مع الحلق والخلخال، والجلابية ذات الشكل الريفي".
وترى مصممة
الأزياء السعودية هند حلواني أن الجلباب أو الجلابية موضة حديثة وقديمة، يرتديها الرجل والمرأة على السواء، وخاصة في شهر رمضان والأعياد، مشيرة إلى أن الجلابية تضفي على المرأة رونقا واحتشاما، تقول " تميزت الجلاليب المصرية بمزايا جعلتها تحوز إعجاب المرأة العربية والغربية أيضا، حتى صار لها سوق واسع، وقد برع المصممون المصريون في تطوير الجلباب من حيث الخامات والتصميمات والتطريز.
وذكرت حلواني أن الجلابية أصبحت في السنوات الأخيرة موضة للشابات أيضا اللاتي يقبلن عليها، كما أنها تحتل ركنا أساسيا في ملابس السهرة، ومنها الجلابية المصنوعة من الحرير الطبيعي أو المطرزة والمصنوعة من قماش الشيفون، والألوان السائدة فيها هي اللبني والبني والأسود والأحمر واللون الزيتوني.
تقول حلواني "الجلابية عموما ترتبط بالمرأة المسلمة باعتبارها تتناسب مع تعاليم الدين، إلا أننا لاحظنا إقبال غير المسلمات عليها، وذلك في الحفلات والسهرات" حيث يرين أنها عملية ومريحة، تناسب جميع المقاسات، وجميع الأعمار، وهي أيضا تناسب جميع المناسبات وجميع الأوقات خلال اليوم.
وعن الزي التقليدي المغربي تقول المصممة السعودية هند حلواني إن العباءة المغربية
التقليدية عنوان لأهل المغرب، وسمة وتراث وإرث شعبي وتاريخي يميز أهل المغرب عن غيرهم، رغم ما يطرأ عليها من تطوير، والعباءة المغربية زي مميز، وإرث حضاري وتراثي يميز المرأة المغربية، وعشق هذه الأزياء لم يقتصر على المغربية فقط، وإنما امتد إلى كل الجنسيات العربية، وأصبحت العباءة المغربية سلعة مطلوبة في كل الفصول، نظراً لكونها تحقق الحشمة المطلوبة للمرأة العربية، و ترضي حاجتها من الرقة، والجمال، وفخامة التصميم والذوق والإكسسوار والتطريز اليدوي التقليدي والأقمشة الفاخرة ما بين الحرير والساتان والبروكار، والغيبور والموسلين والكريب دوشين أو التافتا الفرنسية، أو الشيفون الأصلي الطبيعي، واختيار الألوان الهادئة والصريحة واستخدام الديكورات المحدودة، أو التطريز اليدوي، أو في الإكسسوارات المستعملة كالعادة من شراشيب الحرير أو الكروشيه، أو الأحجار الكريمة، أو الخرز، أو المزونة والترتر، وكذلك الزركشات والدانتيل  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق